___ أول قصة من قصص قضايا المرأة ... قصة الغدر والخيانة و الغيرة.
كنت تعرفين، أليس كذلك؟
_نعم، كنت أعرف، لكن أليس من حقها؟
-ماذا؟؟؟هل جننت؟ ليس من حقها أن تعجب برجل يحب امراة اخرى ومخطوب منها والأهم أنه رجل صديقتها.
-لا من حقها أن تكون لها أفكار خاصة بها، ومشاعر دفينة داخلة قلبها، وليس من حق أي أحد أن يعاقبها على ذلك، لا أنا ولا أنت ولا أي شخص أخر، لأن القانون لا يعاقب على الجريمة إلا إذا صارت فعل مادي لكن بما أنها مجرد افكار في عقل الجاني فلا يعاقب عليها، لكن هذا لا يعني أن تفكير في الجريمة أمر عادي بل هو خطأ وهي تعرف أنها تقوم بأكبر خطأ، لأن شخص الذي سيتألم كثيراً سيكون هي في النهاية، فعندما ستعرفين أنت بالأمر كل ماستقومين به هو أنك ستنزعجين وستغضبين وستتشاجرين معها كما يحدث الأن وقد تتغير علاقتك بها وقد تنقطع، لهذا لم أرد إخبارك بهذا، لم أخبرك حتى لا يحدث مثل ماحدث الأن، انظري لنفسك تنظرين لها كأنها عدو في ساحة الحرب، ففضلت أن أقوم بمساعدتها لتخلص من أفكارها وتبدأ من جديد مع شخص سيفهمها ويقدرها ويحترمها ويحبها هي وليس شخص أخر.
نظرت جوان إلى ماري بغضب وخرجت رادختاً باب الخروج بقوة.
إلتفتت ماري إلى لاري قائلة ببكاء:أنا من رأيته أولا أنا من أحببته أولا.
ثم سقطت على الأرض تبكي بحرقة، لتردف لاري: لكن هي من أحبها أولا، وهي من خطبها.
ثم صمتت لاري تفكر في أمر سارحة بذهنها بعيداً كأنها تتذكر شيء لا يعرفانه صديقاتها أبداً.
كان هذا أخر حديث بين الثلاثة طوال ذلك اليوم، مرت ساعات منذ خروج جوان من المنزل وهي غاضبة، مر اليوم بأكمله وحل الليل و لم تأتي. بعد اليوم مرت ثلاث أيام من دون أدنى أثر لها، لم تعد قط إلى المنزل المشترك مع البنات، حتى عائلتها لا تسكن في نفس المدينة وعندما سألتهم لاري عنها، أنكرو رأيتها بتاتاً، فهي لم تذهب لمنزل عائلتها منذ الشهر الماضي وكانوا يتواصلون معها على الهاتف فقط.
بعدها أبلغت لاري عائلة جوان باختفائها، فقامت هذه الأخيرة بتبليغ الشرطة باختفاء جوان، فبدأ الجميع يبحث عنها، حتى من ماري أخدت تبحث معهم عنها.
خرج الجميع في دوريات للبحث عن جوان، وجاءت عائلتها الى المدينة التي كانت تسكن فيها جوان لكي يبحثو عنها. الجميع يبحث في كل بقاع المدينة، لاري و ماري و الشرطة والعائلة يبحثون عن جوان وكذلك خطيبها.
مرت أسابيع، بالضبط ثلاث أسابيع بدون أي جدوى، لم يجدوا لها أي أثر، على الرغم من بحثهم المكثف إلا ان الأمر لم يحدث أي فرق، فبدأ بعد الناس يفقدون شغفهم في البحث وأقروا في عقلهم على أنها هربت لأنها ليست بطفلة صغيرة أو مراهقة إنها إمراة بعمر السابع والعشرين، وللاسف من بين هؤلاء الناس خطيب جوان الذي عاد الى عمله خوفا من أن يفقده، وبعض من عائلة جوان من جهة الأب، عادت أيضاً الى مدينتها فلم يضل من العائلة سوى أمها وأختها وأخوها الأصغر اما ابيها فقد توفي منذ زمن، وكما أن جوان هي الابنة الكبرى للعائلة وهي من تعيلهم لهذا اضطرت إلى تغيير المدينة هي وصديقة طفولتها ماري من أجل العمل.
كانت العائلة تسكن مع ماري ولاري في نفس المنزل الذي كانت تمكث فيه جوان، وينامون في غرفة جوان، لكن خاطر وعقل أمها وأختها لم تكن تتوقف عن التفكير وحتى عيونهم تكاد تغمض للحظات قليلة جداً.
يجلسون لعدة ساعات وهم يفكرون في جوان، اخيها الصغير فقط من كان ينام لصغر عمره فلم يكن يدري حجم العائق الذي هم واقعون بداخله، تنتظر الأم وأخت جوان في غرفتها حتى يصل بزوغ الفجر، لينطلقوا في البحث برفقة ماري ولاري، فحتى الشرطة بدأت تقلل من دورياتها في البحث، بعذر أن جوان بالغة وهي تعرف جيداً ماذا تفعله؟ وقد تذهب الى أي مكان تريده، لايدرون أن هذه البالغة هي ايضا يمكن أن تكون ضحية فيتم خطفها أو الاعتداء عليها أو قتلها حتى.
مرت شهر ونصف والحال كما هو. مازلت أم جوان وأختها يحملون لافتات ويجوبون الشوارع بدون توقف وكلل.
تفارقت عنهم لاري لتبحث في أماكن مختلفة عنهم، وفي طريقها صادفت حديقة فتوجهت نحوها لتجلس في إحدى كراسيها وهي تفكر كثيراً في العديد من الأحداث، فبدأت تربطها من الأول إلى ماوصلت اليه الأن، حتى وصلت لشيء ما وأخدت تردد: نعم، نعم، نعم، لماذا لم أفكر في هذا؟
خطت بخطواتها مسرعة نحو شركة ضخمة وفور أن وصلت، طلبت من الاستقبال أن تتكلم مع السيد كمال.
بعد ثواني وفي مقهى الشركة، تجلس لاري في الكرسي وفي مقابلها يجلس كمال، ليردف هذا الأخير: كيف حالك؟
-الحمد لله، أريد ان أسألك، هل جاءت عندك جوان في ذلك اليوم؟
-لا لم تأتي عندي.
-متأكد؟
-هاء لماذا لا أكون متأكد؟ لو جاءت عندي لأخبرتك بذلك، ليس هناك شيء أحتاج للتأكد منه.
-أردفت في عقلها( يراوغ في الكلام هذا يعني أن هناك شيء يريد إخفائه) لا فقط لأنني تذكرت أنه في ذلك اليوم أخبرتني جوان على الهاتف أنها وصلت إلى الشركة من أجل زيارتك كما أنها كانت تنتظرك لهذا قلت مستحيل أنها ستكون على مشارف لقائك ولم تلتقي بك.
صمت لثواني ثم قال: آه نعم تذكرت، كنا سنلتقي في ذلك اليوم ولكنها فجأة أرسلت لي رسالة، قالت أن هناك أمراً طارئًا حدث لها ولا تستطيع رؤيتي، فمن الممكن ان تكون قد وصلت الى الشركة ولكن بعد ما حدث لها شيء طارئ، فألغت موعدها معي فغادرت دون أن نلتقي.
حكت لاري سبابتها على ذقنها وهي تقول: ممكن، هل تعرف ماهو ذلك الأمر الطارئ؟
- لا لم تخبرني كما انني عندما سألتها لم تجبني ولأنني كنت منشغلا لم أجد الوقت لأتصل بها.
حقا؟؟؟ عجيب و هل مازلت تحتفظ بالرسالة؟
-اي رسالة؟
رفعت حاجبيها قائلتاً: الرسالة التي كتبت لك فيها أنها لن تلتقي بك.
-آهه، لا لقد محوتها منذ مدة، لأنني أقوم بمحو كل الرسائل الغير المهمة.
-غير مهمة؟ آه حسناً
رفع حاجبيه وهو يكتف يديه مع بعضهما البعض:هل هناك شيء؟ هل توصلت لأي شيء؟
نظرت له لثواني: إذا كنت قد توصلت لشيء هل ستجدني هنا؟ حسنا سأذهب.
وقفت من مكانها وعندما كانت متوجهة للمغادرة قاطعها قائلا: لاري
التفتت اليه وأتمم: في المرة القادمة إذا أردت محادثتي في أمر ما لا تأتي الى الشركة فأنت تخلقين لي نوعاً من المشاكل والكل يبدأ في سؤالي، لو أردت أي شيء مني فلتتصلي بي وسأحدد مكاناً لنلتقي فيه بعيداً عن الشبهات.
-أي شبهات؟ لا توجد أي شبهات في سؤالك عن صديقتي .
-ولكن الجميع يتساؤلون حول هذا الأمر، و لماذا تأتين عندي دائماً لتسألينني بهذا الخصوص كأنني مشتبه به؟ كما أن الشرطة جاءت الى شركتي من قبل وهذا خلق لي نوعا من الحساسية لهذا اصبح الرئيس ينزعج من أي شخص يزورني، فهمتِ قصدي؟
-لا تنسى أنك خطيبها، يوما هنيئا سيد كمال.
فور خروجها من الشركة، توجهت مسرعتاً عند أحد معارفها في مكان شبه منعزل، كان يشبه الى حد كبير خردة من الخارج ولكن فور أن فتح الباب، كان من الداخل يشبه وكالة استخبارات صغيرة بكل أجهزتها الإلكترونية و الحديثة، نظرت إلى الشخص الذي فتح لها الباب بشعره السوداوي الكثيف الذي يصل الى اكتافه ولكنه مهمل لايهتم به، اردفت ماري وهي تنظر إليه: كيف عرفت أنها أنا؟
-لست أنا، انها كاميراتي من قاموا بمعرفتك.
-أحتاجك في مهمة.
جلس في كرسيه الاسود الكبير وأمامه مجموعة من الشاشات الضخمة ثم التفت اليها متسائلاً: ماهي؟
-أريدك أن تخترق كاميرات المراقبة للشركة التي يعمل بها كمال.
- خطيب صديقتك، ذلك المخادع؟
حركت رأسها وهي تضع سبابتها على جبهتها : نعم
-لماذا؟
-أشعر أن هناك تسجيلات لم تظهر إلى الشرطة.
-هل أنت متاكدة؟
-لو كنت متأكدة لما وجدتني هنا.
-هل ياترى تشكين به على انه هو السبب في إختفاء جوان؟
-لا أعرف
-ماهو المقابل؟
-جشع، حسنا سأتكلف بغدائك لمدة أسبوع.
حرك رأسه برفض: ليس كافيا
-لمدة أسبوعين
-ليس كافياً
-لمدة ثلاث أسابيع ولن أضيف عليها ولا يوم واحد.
-حسناً
-احضر لي كل التسجيلات، حتى لو تم محوها قم بهكر الأمر وأحضرهم لي لا يهمني كيف ستفعل ذلك؟
-لا تقلقي اتركي الامر لصاحب الاختصاص
بعد دقائق عديدة، ضغط على زر الضخم وهو يردف بابتسامة رضى: انتهيت، انظري
قامت لاري بسرعة من كرسيها وهي تنظر في الشاشة الضخمة: هل هذه كل التسجيلات؟
-نعم هذه تسجيلات لهذا الشهر بأكمله، لقد وجدت إحداهما ممحية كما إعتقدتِ ولكن لا يوجد شيء يخفى عني قمت بإخراجها من أم الأزبال.
رفعت حاجبيها باستفهام: أم الأزبال؟
-يعني حتى تفهمي المصطلح بشكل جيد، لو أخبرتك بمصطلحه الالكتروني لن تفهميه.
لم تهتم لكلامه وأكملت تتفحص كل التسجيلات ليزمجر غاضباً: دائما تتجاهلني بففف
أعقدت لاري حاجبيها باهتمام وهي تحرك رأسها بتركيز شديد، بعد ان فحصت التسجيلات لثلاث مرات متتابعة ليقاطعها الأخر: إذن؟
اجابته هي الأخرى ومازلت عيونها صوب الشاشة للمرة الثالثة: إذن؟
-إذن لا يوجد شيء لقد تجسست بلافائدة.
التفتت نحوه قائلتاً: بل يوجد، لقد أخبرني أنه لم يراها أبداً ذلك اليوم، ولكنني كذبت عليه واخبرته بأنها قالت لي ستأتي من اجل أن تراه، وفجأة غير كلامه وقال على أنهم كانوا سيلتقون و لكنها غيرت قرارها في أخر ثانية، لو لم أقم بخداعه لما اعترف بهذا، وهنا في التسجيلات( نعتت بإصبعها على احدى التسجيلات) في الكاميرات الموضوعة أمام البوابة الأمامية تظهر أنها دخلت إلى الشركة وكانت تقف بإنتظاره خلف هذا الجدار. إذن لماذا سيكذب شخص ما؟ بالطبع هناك شيء يريد أن يخفيه.
-ماهو؟ سبحان الله لم أكن مرتاح له منذ أن عرفت أنه أصبح خطيب جوان، ملامح وجهه لا تبشر بخير، مخادع أخبرتك أن أبحث بشأنه لكنك رفضتِ.
صمتت ولم تجبه بأي شيء وضلت تنظر إلى كاميرات المراقبة جيداً، بعدها طلبت منه أن يرسل لها تسجيلات المراقبة.
في تسجيلات المراقبة، ظهرت جوان وهي تدخل الى الشركة ثم وقفت بجانب جدار ليأتي نحوها كمال وقف معها لدقائق بعدها غادر وبعد مرور ثواني عديدة تبعته هي الأخرى ولكن لا يوجد هناك أي تسجيل يؤكد انها كانت ذاهبة عنده أو ترافقه الى مكان ما أو حتى أنها بقيت معه بعد تلك الدقائق التي التقت معه فيها بجانب الجدار ،بعدها غادر تاركاً إياها بجانب الجدار.
لكن المؤكد أنها ضلت لمدة ساعة كاملة داخل الشركة و بعد ساعة ظهرت وهي تخرج من الباب.
-مالذي حدث خلال تلك الساعة؟ هل التقت بكمال أم لا؟ مالذي وقع بالضبط؟؟؟
...تتمة في جزء أخر💮