الأحد، 10 أبريل 2022

ليالي مارس( قصة الليلة الأولى-ج١)

 ____قصص من وحي الحقيقة(الواقع...)

في إحدى ليالِ القارسة لشهر مارس، أمتلك معها قصة لا يمكنني نسيانها أبداً مهما حدث، فهي لا تزال تحفر في أعماق روحي.

- في هذه القصة إكتشفت معدن أقرب الناس المحيطة بي.

ظننت أنها ستكون مثل كل ليلة  عندما أنهي عملي، و أعود إلى منزلي حيث يوجد زوجي وطفلتي الصغيرة؛ أميرة.
نعم هي أميرتي الوحيدة في هذا العالم، كان هدفي في البداية عندما بدأت العمل هو الطموح في الوصول إلى أعلى المناصب و أن أجعل الكل يحترمني ويقدرني وعندما أمر من جانبهم يردفون إنها سيدة الرئيسة، لكن بعدما أنجبت أميرة، أصبح كل طموحي الحصول على مبلغ مالي ضخم لكي أحقق لها كل أحلامها.
أصبحت أحلامي هي تحقيق أحلام إبنتي، لكن للأسف فأبيها كان له منظور أخر.
عدت في ذلك اليوم وكان جو هذا الأخير سيء جداً، متقلب بشكل مزعج كأنه غاضب، بارد وغائم ولكن أبت الشتاء أن تهطل كأنه يريد إبلاغي بأمر ما سيحدث، لم أفهم ما حاول إصاله لي عند خروجي صباح ذلك اليوم من المنزل وأنا أقبل وجنتي إبنتي الحلوة وأودعها تاركتاً إياهاَ في حماية أبيها.
كان يوم عطلة ولكن حدث عطل في الشركة وبصفتي مديرة الفريق الأول في الإدارة بالشركة، فقد كان لا بد من حضوري هناك لهذا ذهبت، وبما أنه تم تعيني في ذلك المنصب منذ أشهر قليلة فيجب علي أن أظهر لهم أنهم إختاروا الشخص المناسب في المكان المناسب.
انتهى المشكل مع انتهاء اليوم، وصلت المنزل على الساعة السابعة ونصف مساءاً، وفور فتحي لباب منزلي، شعرت بهالة سوداء رهيبة.
دخلت واذا بالمنزل فارغ وصامت و كل الأضواء مغلقة. كان  بارداً بشكل مهول مثل جو الخارج، كان الأمر غريبا جداً، صرخت مناديتاً على زوجي عدة مرات دون إجابة ثم بدأت أصرخ أنادي على أميرة ولم تجبني أيضاً، ظننت أنهم نائمون في غرفة النوم، لهذا توجهت نحوها و اذاَ بها فارغة، حينها خفق قلبي فجأة بقوة ولم أدري لماذا.
شعور الأم لديه حاسة سادسة رهيبة، توجهت إلى غرفة ابنتي والحمد لله وجدتها نائمة مستلقية على فراشها، تنفست براحة وأنا متجهة نحوها أقبلها على وجنتيها لكن وجهها كان بارداً جداً على رغم من أنها كانت ملحوفة بغطائها الساخن، بدأت ألمسها كلها كانت باردة جداً، حاولت إيقاضها لكن بدون جدوى لمست جسدها الصغير بأكمله كان بارد بشكل رهيب مثل برودة المنزل.
لم أصدق هذا، ابنتي لا تستيقظ، حاولت وحاولت لكن لم تستيقظ. حملتها بسرعة بين يدي المرتجفتين نحو سيارتي وتوجهت بها إلى أقرب مستشفى.
انتظرت لساعات خارج غرفة الفحص التي  يفحصون ابنتي بداخلها، جسدي كله يترعد بالخوف و الرعب، لا أعرف ماذا سأفعل؟ لو حدث لإبنتي شيء سأجن، لا بل سأموت.
بعد ثواني خرج الطبيب ومعه عدة اشخاص يرتدون البذلة البيضاء أيضاً، توجهت نحو متسائلتاً، لكنه فقط حرك رأسه دون ان يجيبني، أساله وأسأله لكت دون اجابة، وبعد ثواني أردف ثلاث جمل فقط: لا تقلقي سيدتي ابنتك بخير، تفضلي معي الى مكتبي رجاءاً، أريد التحدث معك.
توجهت معه الى المكتب لكنه لم يقل شيئا و بعد دقائق قليلة، دخل ثلاث رجال يرتدون ملابس عادية لكن أحدهم أتذكره جيداً، كان يرتدي ملابس سوداء قاتمة كلون تلك الليلة، وكيف أنساه وهو من أخبرني بأفجع خبر يقع على مسامعي طوال حياتي، تقدم نحوي بعيون فاحصة ونظرات حادة رادفاً: سيدتي أنا المحقق سليمان
نظرت اليه بتسائل والتفت الى الطبيب،  ليتمم  المحقق: لقد حضرت لتحقيق معك في قضية إبنتك. عظم الله أجرك إبنتك قد توفيت.
التفتت اليه بعيون صادمة: ماذا؟ مالذي تقوله
ثم التفتت الى الطبيب كالمجنونة أحرك راسي: مستحيل مالذي يقوله هذا الرجل؟ ألم تخبرني ان ابنتي بخير، أين هي إبنتي؟ أريد رؤيتها
حرك الطبيب رأسه برفض وقال بأسف:للاسف ابنتك كانت متوفية عندما قمتِ بأحضارها الى هنا، عظم الله أجرك
-مستحيل لا لا مستحيل.
أخدت أصرخ وارتميت على الطبيب شانقتاً إياه من ياقته بغير تصديق: أنت تمزح. اين ابنتي؟ أريد ابنتي.
لقد خنقته بقوة كدت أن أقتله لو لا  تدخل رجال الشرطة الذين ابعدوني عنه بمشقة الأنفس، لكنني لم اتوقف عن الصراخ و بدأت أحرك جسمي كالمجنونة و رجال الشرطة يمسكونني من يدي لكن من دون جدوى لم أشعر بنفسي إلا وأنا ساقطة على الأرض مغمية عليْ.
استيقضت بعد ذلك في غرفة بيضاء، توجهت نحو الخارج وإذا به يقف أمام الباب، ومن؟ انه زوجي المصون، خطوت نحوه بغضب قابضتا ياقته وأنا أحركه بقوة:اعد لي ابنتي، مستحيل ابنتي لا يمكن، مالذي حدث لها، لقد تركتها معك، لماذا لم تحميها؟ اين كنت عندما كانت ابنتي تموت؟ اين كنت؟
ابعد يدي عنه بقوة حتى سقطت على الارض وانا انظر له بدهش، ليردف بصوت حاد:وأين كنت أنتِ؟
نظرت اليه بصدمة: هل جننت لقد ذهبت الى العمل وتركتها تحت حمايتكِ، لماذا لم تهتم بها وتحميها؟
- وماذا عنك؟ لا يهمك شيء غير العمل. لماذا لم تبقي بجانبها؟ وأصلا لماذا لم تخبريني انك أخدتها الى المستشفى لقد عرفت هذا الامر من الشرطة فقط.
وقفت في مكاني انظر اليه بحدة: لو كنت في المنزل لعرفت ذلك، ولما اضطررت لاخدها للمستشفى حتى، لو اعتنيت بابنتنا كما يجب لما حدث لها هذا.
-وماذا عنك؟ لما لم تعتني بابنتك، كما انه كان يجب عليك اخباري انا اولا بانك اخدتها الى المستشفى، منذ متى إعتبرتني زوجك حقا ويجب عليك تبليغي بكل شيء يحدث معك، دائما تقومين بكل شيء بمفردك، لا تحتاجين إليَّ قط ولم تهتمي لأمري يوماً، لا تخبريني باي شيء يخصك أو تعتمدين علي في أي أمر كل شيء تقومين به بمفردك وحتى أهم شي لم تخبريني به، لقد سمعته من الشرطة فقط، ألم يكن عليك قبل أخدها للمستشفى ان تتصلي بي وتخبريني.
-ماذا؟ هل هذا كل مايهمك الأن؟و هل كان لدي الوقت لاتصل بك حتى بينما ابنتي لا تستيقظ لم أستطع أن أفكر بأي شيء في ذلك الوقت الا أخدها الى المستشفى.
قاطعني قائلا بحقد: نعم لأنك لم تفكري بشاني في أي وقت كان، كل شيء تقومين به بمفردك فأنت المرأة العصرية المثالية.
-هل تدري حقا ماتقوله، ماهذا الكلام؟ الم اعتمد عليك عندما تركت ابنتنا بحمايتك وأمنتك على حياتها لكن على الرغم من أن هذا الامر مهم جداً الا انك لم تقم به أبدًا، وقد إعتبرتك زوجي عندما تركت ابنتي الوحيدة معك، اليس هذا يعتبر اعتماد؟ هل تعرف لماذا لا أعتمد عليك؟ لأن أي شيء أعتمد عليك فيه لا تقم به باكمل وجه كل ماتجيده هو الكلام، وابنتك يا هذا، ابنتك لم تستطع الإهتمام بها وحمايتها.
صرخ بقوة وهو يدفعها: تركتِ ابنتنا معي ليس لانك تعتمدين علي كزوج ولكن لانك تعتبريني خادمك، لأن هذا الامر يقوم به الخدم فقط، فمراقبة الاطفال ليس عملي وانما عمل الخدم ولانك تعتبريني خادم لديك ف...
قاطعته صافعتاً اياه بقوة: كيف تجرأ على قول أن مسؤولية الاهتمام بطفلتك من عمل الخدم وليس من واجبك.
قاطعهم المحقق الذي كان يشاهد الحوار من أوله إلى أخره وهو يقول: عذراً، لنتفق أولا على أن ابنتكم لم تمت نتيجة وفاة عادية وإنما نتيجة لجريمة قتل.

...يتبع




هناك 5 تعليقات:

  1. قصة زوينة بزاف عفاك كملي

    ردحذف
  2. قصة حلوة بس وين فينا نقرا تكملة القصة

    ردحذف
  3. رائع جدا يارب بالتوفيق

    ردحذف

ليالي مارس (الليلة الثانية- الجزء الأول)

 الجزء الأول؛ فتحت هاتفها و هي تقضم أظافرها بثوثر، تفتحه ثم تغلقه، تفتحه وتغلقه، مرارا وتكرارا، حائرة في ماذا يجب عليها أن تفعل ستجن؟ لم يحد...