الجزء الأول؛
فتحت هاتفها و هي تقضم أظافرها بثوثر، تفتحه ثم تغلقه، تفتحه وتغلقه، مرارا وتكرارا، حائرة في ماذا يجب عليها أن تفعل ستجن؟
لم يحدثها منذ مدة، ثلاث أسابيع كأنها ثلاث عقود بالنسبة لها، لماذا يتجاهلها بهذه الطريقة؟ هل السبب أخر الرسالة أرسلتها له أم بسبب تصرفها أم بسببها هي؟
لا تعرف ماذا ستفعل الأن، كل ماتريده الأن أن يتكلم معها أو أن يجيب عن رسالتها الأخيرة أم هل تقم هي الأن بإرسال رسالة أخرى؟
لكن ماهو العذر؟
لقد قبضت نفسها بصعوبة لكي لا تتحدث معه لثلات أسابيع، أخبرتها صديقتها المقربة أن تتوقف عن مراسلته بعذر سؤاله عن صحته أو فقط أن تتمنى له يوما جيداً لكي يشعر بفقدانها و يشتاق لها، فيقم هو بمراسلتها لهذا سمعت كلامها لكن يبدوا انها ندمت جداً فها هو الأن لم يتصل بها ولم يرسل لها رسالة يسألها عن حالها أو حتى يسألها عن حال خالها المريض، ماذا ستفعل الأن؟؟؟
فتحت قفل هاتفها مجددا ووضعت رقم هاتف صديقتها و اتصلت بها وبعد رنتين أجابتها الأخرى لتردف بسرعة: ماذا سأفعل ثلاث أسابيع بدون نتيجة؟ لم يرسل لي ولا رسالة واحدة، ماذا سأفعل سأجن؟ اعطيني عذرا لكي اتواصل معه
اجابتها صديقتها بعد تنهد: اهدئي نوار، اذا لم يتصل بك او يرسل لك رسالة من الممكن انه مشغول او لديه عمل
-اقول لك ثلاث أسابيع، أي عمل سيكون له لثلاث أسابيع، ماذا عن ايام العطلة السبت و الأحد، على الأقل يرسل رسالة واحدة يسألني فيها عن حال خالي المريض فحتى تلك الأخرى ارسلت لي رسالة وسألتني عنه وهو لم يفعل هذا ابدا...
- من تلك؟
- تلك...تلك التي لا تسمى أبداً
- اه تلك الفتاة؟ هل اجبتها؟
-بالطبع لا
-لماذا؟
-لا أستطيع، حاولت كثيرا ولكن لم أستطع فسماع صوتها فقط يثير غضبي.
-لكن ماذنبها هي ؟
- نظراته فقط لها لا أستحملها، انتظري ، هل انت صديقتي ام صديقتها، لماذا تدافعين عنها؟
- لا ادافع عنها ولكن...
-حسنا كفى... ارجوك ابحثي لي عن حل لكي نلتقي كيفما كان العذر؟
-ماذا استطيع أن أفعل لكم؟
-أنت رئيسة المشروع الخيري، اعملي لقاءا للاعضاء او اي شيء؟
- لكن ماهو الموضوع؟
- جدِي أي موضوع حتى لو كان عن تزاوج القردة المهم يجب ان تقومي لنا باللقاء، أرجووووكي
-حسنا، سأحاول
- ارجووكي في اقرب فرصة
تنهدت وهي تقول: ستكون اخر مرة
-حسنا اخر مرة، شكراا لك جزيلا
-لكن تذكري انه ماهو لك سيكون لك حتى النهاية والذي ليس لك فهو لم يكن لك من البداية.
-حسنا حسنا فهمتْ، لكن في هذا اللقاء لا يجب أن تحضر هي أبداً
-ماذا؟ لا استطيع أن اخبرها ان لا تاتي أبدا، عندما سأضع اعلان في المجموعة العامة فسيراها الجميع وليس من حقي ان اقول لأحد كيفما كان أن يأتي أو لا يأتي.
اغلقت الخط مع صديقتها وقد هدأت أخيرا بعد أن اقنعت صديقتها بأن تقوم لهم باللقاء لكن مازالت مثوترة من أن لا يحضر متحججا بعمله حينها حتما ستجن...
مالذي تمتلكه هي ولا امتلكه أنا، منذ أن رايتها للمرة الأولى لم احبها، لم أعرف لماذا لكنني لم أستلطفها، بعد ذلك رايته يتكلم معها، شعلت نيران الغيرة في قلبي لم أظهر ذلك من الخارج لكن من الداخل كنت سأجن.
نحن نعمل لصالح شركات مختلفة وقامت هذه الشركات بعمل صفقة عمل مشتركة بينهم، وكل شركة اختارت أعضائها لتكوين فريق مندمج يمثلون الشركة التابعين لها في هذه الصفقة و بعد نجاحها، قرروا رؤساء الشركات عمل مشروع خيري لمنطقة معينة وكلفوا نفس الأشخاص، وقد كنا قرابة العشرين شخصا، وفي تلك الصفقة، التقيت أنا به هو، وهو التقى بها هي. لنصبح بعدها أصدقاء جمعنا المشروع الخيري اكثر من الصفقة العملية التي قمنا بها في الأول...
تتمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق