الثلاثاء، 1 مارس 2022

غدر الصداقة( قصة قصيرة- ج الأخير)

 تتمة _ الجزء الأخير

بعدما حصلت لاري على التسجيلات، توجهت الى الشركة ولكن هذه المرة لم تذهب عند كمال وانما توجهت للمكان الذي كانت تقف فيه جوان، كان بعيداً قليلا عن كاميرات المراقبة فلا يظهر بالضبط كيف كان حوار جوان و كمال وهل طلب منها لحاق به أم لا.

أخدت تبحث هناك عن أي شيء قد يفيدها أو قد يبين اي إتجاه سلكته جوان، بعد ثواني من البحث، قدم نحوها حارس الأمن وطلب منها المغادرة، لأن هناك أحد الموضفين قام بتبليغ عنها، فاخبرته أنها فقط تحاول البحث عن شيء فقدته عندما جائت في الصباح ثم سألته عن هذا الشخص؟ 

 لكنه لم يجبها فقط أردف انها تزعج العمال وهي ليست عاملة هنا فلا يحق لها أن تبقى هنا. 

وقفت لاري خارج الشركة وهي تنظر لها جيداً الشركة ثم أردفت مع نفسها: هنا توجد الحلقة المفقودة أنا متأكدة من ذلك، ولكن ماهي؟ لا أعرف(نظرت إلى هاتفها وهي تقول ) لا يمكن أن أعطي هذه التسجيلات الى الشرطة الأن،  فهي ليست كافية بتاتاً. 

توجه حارس الامن الذي منع ماري من البحث الى الأعلى ليجد شخص ينتظره فاردف هذا الأخير: هل طردتها

نعم قمت بطردها سيدي

-لا تسمح لها بالدخول مجدداً

-حاضر.

جلست لاري على إحدى طاولات المقهى بعدما طلبت قهوة سادة، وبعد ثواني جاءت ماري اليها، فجلست بجانبها رادفتا بغضب: ألن تغادر أم جوان وأختها من المنزل، لقد مرت شهرين منذ إختفاء جوان وهم يسكنون معنا وأنا لم أعد أشعر بالراحة. 

نظرت لها لاري بحدة قائلة: هل أنت مدركة لما تقولينه؟ إنها أم تبحث عن فلذة كبدها فإبنتها المفقودة منذ أسابيع. 

-نعم أعرف ولكن المنزل صغير ولا يمكنه أن يحوي عائلة ضخمة تتكون من ثلاث أفراد بالاضافة إلى بنتين، أنت مدركة أننا خمسة اشخاص يقطن في بيت يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام صغير. 

-أووف ماري، هل جننتِ؟ جوان مختفية وعائلتها يبحثون عنها، أين تريدينهم أن يسكنوا؟هل تريدنني أن أطردهم؟ كما أنهم ينامون في غرفة جوان. 

 قلبت ماري عينيها بعدم اهتمام: الشرطة تقوم بعملها وهي تبحث عن جوان، وإذا ارادت عائلتها أن تبحث هي  أيضاً عن جوان فيمكنها ان تقوم بكراء غرفة في مكان ما، كما أن غرفة جوان لم يدفع ثمنها لمدة شهرين، أنا وأنت من تقاسما على دفع ثمن الكراء، هل نسيت؟ كما أنني أمتلك مصاريف لا أستطيع تكفل بغرفة أخرى وأنت أيضا كذلك، فلقد تشاركنا في غرفة واحدة لأننا نكاد نمتلك مال تلك الغرفة فقط بينما جوان من كانت الأغنى بيننا و قد تكفلت بمصاريف غرفة بأكملها بمفردها اما الأن فيجب علينا تكفل بثمن حتى غرفته، ولهذا لم أستطع ارسال المال إلى عائلتي هذا الشهر نحن أيضاً لدينا مشاكلنا ولدينا عائلات نتكفل بها...

قاطع كلام ماري، رنين هاتف لاري، ضغطت هذه الأخيرة على الموافقة، وقد كان الاتصال قادم من الشرطة، وفور سماع لاري ماقالته هذه الأخيرة ،قامت مسرعة متوجهة للخارج ولحقت بها ماري من الخلف بعدم فهم. 

_في مستودع الأموات.

سقطت أم جوان بعدما رأت جثة إبنتها، لم تصدق لاري أن جوان توفيت حتى بعدما رأت جتثها بينما ماري لم تجد ما تردفه وظلت صامتة وهي تنظر لصديقة عمرها ميتة أمامها. 

بعد مرور دقائق معدودة وقد هدئت الأنفس قليلاً، كما أن أم جوان إستيقضت من غيبوبتها متكئتا على كتف إبنتها وإبنها بجانبها وعيونهم حمراء منتفخة قد فرغت الدموع منها بسبب كثرة البكاء الغير المتوقف، خرج طبيب التشريح نحوهم ومعه الشرطة بجانبه، لتقف لاري أمامه وهي تسأله: ماسبب الوفاة دكتور؟ 

طبيب التشريح: اولا عظم الله أجركم. مازلنا لم نتأكد من سبب الوفاة بعد، لكن على الأرجح يبدوا  أنه انتحار ولكن قد يكون في نفس الوقت جريمة قتل.

-قتل؟

صرخت أم جوان بعدم تصديق، ليتمم الطبيب: لكن هناك نسبة كبيرة تبين على أن الأمر كان إنتحار 

سألته لاري: لماذا؟ 

-لأن المرحومة توفيت بسبب سقطة قوية من منحدر مرتفع يا إما دفعها شخص ما او انها قررت الإنتحار لأنها كانت حامل.

عقدت ماري حاجبيها بتسائل وهي تضغط على كلامها: حامل؟ 

-نعم، وكما أعرف فإن المرحومة غير متزوجة لهذا يمكن بسبب علاقة غير شرعية حدث الحمل لهذا  انتحرت بسبب ذلك. 

-لا مستحيل، مستحيل، ابنتي لن تفعل ذلك، لن تنتحر مستحيييل.

أخدت أم جوان تردد هذه الكلمات بعدم تصديق وهي تكاد أن تجن. 

لاري: إذن كيف سنعرف من هو أب الجنين؟ 

الدكتور:بخصوص الحمل يجب علينا ان نأخد عينة من كل الرجال الذين كانت تعرفهم  او لديها أي علاقة بهم لنقوم لهم بتحليل الأبوة وهكذا قد نستطيع معرفة من هو أب الطفل، هل كانت لها علاقة مع أحدهم.

-نعم فهي مخطوبة.

الدكتور:هذا جيد. سنقوم بمناداة على خطيبها  ليقوم بالإختبار أولا لأنه الاكثر إحتمالا ليكون هو أب الطفل  وبهذا سيصبح هو المشتبه به الأول.

قاطعته ماري بعدم تصديق صارخة بدون أن تشعر: ماذا؟ ولكن لما؟ كمال لا علاقة له بالموضوع؟ 

لاري: كيف لا علاقة له بالموضوع، هو خطيبها بالطبع لديه علاقة كما أنه أقرب رجل تعرفه إذن فهو قد يعتبر الاحتمال الوحيد. 

ماري: لا مستحيل ان يكون الاحتمال الوحيد، هي حقا مخطوبة ولكن هذا لا يعني انها لا تعرف رجال أخرين غير خطيبها فممكن... 

قاطعتها ام جوان صارختاً: ماذا تقصدين؟ هل تحاولين القول أن ابنتي خائنة وأنها كانت تخون خطيبها، هل حقا تقولين هذا؟ الست صديقتها؟ هل هذا الكلام تقوله صديقة مقربة على صديقتها؟  ألا تعرفين جوان؟ 

لتتدارك ماري ماكانت تقوله ثم أردفت مصححتا: لا ليس هذا ما اقصده و لكن كمال متحفظ ولا يمكن ان يقبل بعلاقة غير شرعية ولهذا من المستحيل ان يكون مشتبه به. 

قاطعها المحقق قائلاً بحزم: نحن من سنقرر ذلك.

《ماهذا الذي يقع الأن، أنا متلخبطة جداً بين نارين، صديقتي منذ الثانوية توفيت والأخرى صديقة طفولتي هاهي الأن أمامي ستتزوج، هل هكذا تنتهي صداقتنا؟ هل كانت صداقتنا ضعيفة الى هذه الدرجة، كيف يمكن حدوث ذلك؟ 

بعدما خرجنا من مستودع الأموات،  قامت الشرطة باستدعاء كمال، وأخدت العينة منه وعندما قامت بتحليل الأبوة كانت النتيجة والتي كنت أتوقعها أنها ستكون كما خرجت:  سلبية.

 كنت أعرف أن كمال ليس بأب الطفل، بعد دراستي لكاميرات المراقبة التي اخترقها يحيى، اكتشفت شخصاً أخر متدخل في هذه القضية، شخص متخفي بقناع الصداقة، شخص الذي كنت كلما أراه لا أتقبل وجهه، لديه ملامح تنفرني من وضع عينايً على وجهه، لأن ملامحه ممتلئة بصفات الخيانة والغدر، هذا الرجل كان صديق كمال المقرب. وهو نفس الشخص الذي أمر حارس الامن بعدم السماح لي بالدخول مجدداً إلى الشركة، فبعدما خرجت من الشركة اتصلت بيحيى وطلبت منه أن يظل مخترقا لكاميرات المراقبة ويراقب الأوضاع من أجلي وهو من اخبرني بأن هذا الشخص هو الذي أمر حارس الأمن بمنعي.

ولكن كيف توفيت جوان؟ والأهم هل إنتحرت أو هل قتلت؟ إذن من القاتل؟ 

في ذلك اليوم، التقت جوان بكمال حقاً ولكن ماهي إلا دقائق معدودة فقط، بعدها افترقت عنه ثم التقت بصديق كمال المقرب في السطح وأخبرته بحملها، حملها الناتج عن علاقة غير شرعية وعن خيانة، خانت خطيبها مع صديقه. 

ليقوم هذا الرجل بإعطائها مبلغاً من المال من أجل أن تجهض الطفل وتقوم بعملية زرع بكارة جديدة( ياللهراء، بكارة اصطناعية!!!) 

كل هذا عرفته بعد بحثي العميق، وعندما أخدت عينة من لعاب صديق كمال من كأسه الخاص بطريقتي الخاصة، أكدي لي ذلك، لم يكن بالامر الصعب، فقد قمت بإعطاء مبلغا ضخما لنفس الحارس الذي أمره بمنعي من الدخول، هو نفسه من ذهب به الى الهاوية، ياللسخرية!!!

 بعدها قمت بالإختبار، فكانت النتيجة إيجابية، الحمل كان من صديق كمال المقرب، وفي نفس الوقت يكون قريبه!!!

ولكن لن يكون أمر كمال أفضع مما حدث لي، فبعد كل شيء فهو ليس القاتل، لا هو ولا صديقه المقرب الذي هو أمامي مباشرة وقد حضر الى زفاف كمال بكل حقارة، والأن بالذات ينظر الى كمال بإبتسامة ساخرة، كأنه يقول له لقد خدعتك من دون أن تعلم، لكن ضحكته لن توازي القاتل، فضحكة هذا الأخير أكثر جرأة.  _القاتل هو الشخص الذي عرف كل هذه الأحداث قبلي وقام بعمله بطريقته الخاصة لكي يحصل على كمال، فقد فضلت رجل على صديقتها المقربة، صديقة عمرها، لم تفضله عنها فقط، بل قتلتها من أجله، لكي تتزوج به وهذا ماحدث، هاهي عروس في زفافها من كمال. 

ماري كانت صديقة لجوان قبلي بثلاث سنوات وهي حتى من عرفتني بجوان، كنا صديقات لا نفترق، نأكل معاً، نقرر معاً، ونفكر في مستقبلنا معاً، لكن فور أن دخل رجل بيننا شتت شملنا بكل سهولة، ألهذه الدرجة كان أساس صداقتنا ضعيف حتى أنه سقط بأول محاولة، أم هل أنا الوحيدة التي كانت تظن أن هناك علاقة صداقة بيننا؟

 بينما هما كانو يعتبرونها على أنها مصلحة، إنه حقا إسم على مسمى؛ {غدر الصداقة} فهو غدر قاتل.

اكتشفت ماري حقيقة الأمر، فاتفقت مع جوان على أن يلتقوا، وبعدما التقت بها هذه الاخيرة واجهتها ماري بكل شيء، لتخبرها جوان انها لن تفترق عن كمال مهما حدث وأردفت بعد العبارات المستفزة التي أغضبت ماري، وأن كمال يحبها هي لهذا قام بخطبتها وليس بماري، ومهما فعلته لن تحصل عليه، لهذا قامت هذه الأخيرة وبكل غضب وغل بدفعها من المنحدر حتى وقع رأس جوان بكل قوة على صخرة حادة أدى إلى موتها في لحظتها. 

والشي الذي لا يعرفانها هما الإثنتان أن كمال لم يكن يحب ولا واحدة منهم، كمال كان يحب المال فقط، وفضَّل جوان عن ماري لأن الأولى لديها عمل ثابت و أفضل مادياً من الثانية وهذا سيساعده مادياً في بناء أسرته ويوفر عليه الكثير، ولكن بعدما فقد الأولى قرر أن يأخد الثانية بما انها هي الاخرى تعمل أيضاً،  كما أنه قد قام سابقا بتحديد موعد الزفاف ودفع أموال الزفاف أيضاً، إذن لماذا سيفقد ثمن قاعة الزفاف، هذا تبذير أليس كذلك؟

ولفجاعة المنظر، نفس قاعة الأفراح ونفس موعد الزواج الذي كانت ستتزوج فيه جوان بكمال هاهي ماري تتزوج فيه وبكمال.


- نفس القاعة ونفس التوقيت ونفس الرجل أيضاً.


-هذا ماحدث، ماذا سأفعل الأن؟ هل أبلغ عنها ويتم زجها الأن بفستان زفافها وبأبتسامتها الواسعة التي تشق وجهها وهي تنظر إلى الحضور أم أتركها تنهي زفافها بهدوء، فلقد فعلت المستحيل من أجل الزواج منه، حتى أنها قتلت صديقتها المقربة من أجل ذلك ألا تستحق أن تسعد على الأقل بزواجها.》

توجه كمال نحو لاري التي كانت ترتدي الأسود، كأنها قادمة لجنازة وليس إلى زفاف صديقتها، كأنها تعاقب نفسها من خلال ملابسها.

فقد كان كمال يراقبها منذ ان خطت خطواتها الاولى داخل قاعة الزواج بملامحها الممحية والغامضة وقد كانت سارحة الذهن طوال حفلة الزفاف، ليقف أمامها قاطعا سبل أفكارها وهو ينظر إليها لثواني لترفع لاري حاجبيها باستفهام ثم أردف قائلا: لقد كنت أعرف أن جوان حامل وبالطبع لم يكن الحمل مني، ولقد اكتشفت هذا بعد اختفائها بأيام قليلة. كما أنني أعرف أن جوان لم تنتحر كما أدلت الشرطة في بيانها. لأن شخص ما أرسل لي تحاليل طبية لجوان تبين على أنها كانت حامل و لهذا كنت أتهرب من الحديث معك أو مع الشرطة حتى لا تدينونني بأنني أب الطفل وبهذا ستستنتجون على أنني قتلتها لكي أتخلص من عار الحمل، ونعم أنا من قمت بمحو تسجيلات المراقبة، لا أعرف حقا مع من إلتقت جوان في ذلك اليوم من بعدي، ولكنني كنت متأكداً جداً أنني لو تركت التسجيلات فأول شخص سيكون المشتبه به هو أنا، وأعتقد أن الشخص الذي أرسل لي تلك التحاليل قد يكون هو القاتل، لكنني أقسم لك أنني لست القاتل.

-لماذا تخبرني بهذا الأن؟ 

-لأنك أنت الوحيدة التي أريدها أن لاتشك بي أبداً.

إبتسم لها إبتسامة غريبة هادئة ثم توجه إلى منصة الزفاف حين تقبع عروسته.

النهاية لما لانهاية...



سلااااام.

_-_ هذه القصة حقيقية لأنها قد تقع لكل فتاة في هذا العالم لكن الأحداث تختلف، لهذا وضعت لكّن أحداث بسيطة من مخيلتي لكن مع إضافة نوعا من التشويق و صياغتها بطريقتي الخاصة لأقوم بزيادة العبر والدروس فهذه القصة تحتوي على ثلاث دروس مهمة، من إكتشفتهم يمكنها كتابتهم في التعليقات💮


⛑️⛑️⛑️تذكرن جيداً، الهدف من القصة ليس القصة نفسها وإنما الدروس والاحكام  والعبر التي سنخرج بها في النهاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ليالي مارس (الليلة الثانية- الجزء الأول)

 الجزء الأول؛ فتحت هاتفها و هي تقضم أظافرها بثوثر، تفتحه ثم تغلقه، تفتحه وتغلقه، مرارا وتكرارا، حائرة في ماذا يجب عليها أن تفعل ستجن؟ لم يحد...